أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

قصة قصيرة عن العمل للأطفال: حكاية كريم والساعة التي تعلّمت الصبر

 قصة قصيرة عن العمل للأطفال: حكاية كريم والساعة التي تعلّمت الصبر

قصة قصيرة عن العمل للأطفال story


في أحد الأحياء الهادئة، كان يعيش طفل اسمه كريم، ذكي ومرح، لكنه لم يكن يحب العمل أو الالتزام. كان يعتقد أن اللعب هو أهم شيء في الحياة، وأن العمل ممل ومتعب ولا فائدة منه، خاصة للأطفال.


في أحد الأيام، طلبت منه والدته أن يساعدها في ترتيب الغرفة، لكنه رفض وقال:

"سأفعل ذلك لاحقًا."

مرّ الوقت، ولم يفعل كريم شيئًا.


في المساء، قرر كريم الخروج للعب، لكنه لاحظ وجود رجل مسن يجلس أمام متجر صغير لإصلاح الساعات. كان الرجل يعمل بهدوء شديد، ويركّز في كل قطعة صغيرة وكأنها كنز ثمين. وقف كريم يراقب العمل بدافع الفضول.


سأله كريم:

لماذا انت بطيء اعمل بسرعة لكي تنتهي ؟


ابتسم الرجل وقال:

"العمل ليس سباقًا يا بني، بل هو أمانة. إذا لم ننجزه بإتقان، فلن تكون له قيمة."


أعجب كريم بالكلام، فجلس بجانبه لبعض الوقت. لاحظ كيف ينظف الرجل كل قطعة بعناية، وكيف يعيد الساعة للعمل من جديد. بعد فترة قصيرة، عادت الساعة للدقّ، فشعر كريم بسعادة غريبة، رغم أنه لم يكن هو من أصلحها.


في اليوم التالي، قرر كريم أن يجرّب العمل بنفسه. بدأ بمساعدة والدته في ترتيب الغرفة. لم يكن الأمر سهلًا، لكنه شعر بالرضا عندما انتهى. ثم ساعد والده في حمل بعض الأغراض، ولاحظ أن الوقت يمر بسرعة عندما يكون مشغولًا بشيء مفيد.


مرت الأيام، وأصبح كريم يخصص وقتًا يوميًا للقيام بعمل صغير: ترتيب مكتبه، مساعدة أخته في واجباتها، أو العناية بنباتات المنزل. بدأ يفهم أن العمل لا يعني التعب فقط، بل يعني الشعور بالإنجاز وتحمل المسؤولية.


في المدرسة، طلب المعلم من التلاميذ المشاركة في تنظيف الفصل. تذكّر كريم الرجل المسن وكلماته، فكان أول من بدأ العمل. تفاجأ زملاؤه، وسألوه لماذا تغير. أجابهم بابتسامة:

"لأن العمل يجعلنا نشعر بقيمتنا."


وفي نهاية الأسبوع، مرّ كريم مجددًا أمام متجر إصلاح الساعات، فرأى الرجل المسن يلوّح له. اقترب منه وشكره، فقال له الرجل:

"أنا لم أعلّمك شيئًا، أنت من تعلّمت بنفسك."


وهكذا، تعلّم كريم من هذه القصة القصيرة عن العمل للأطفال أن العمل ليس واجبًا ثقيلًا، بل طريقًا لبناء النفس، وأن من يبدأ بالعمل صغيرًا، يكبر وهو واثق ومسؤول.

Mohamad
Mohamad
تعليقات