أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

قصة عن مهنة النجار للأطفال: حكاية ياسين والطاولة التي صنعت الحلم

 قصة عن مهنة النجار للأطفال: حكاية ياسين والطاولة التي صنعت الحلم



في حيّ هادئ من أحياء المدينة، كان يعيش طفل اسمه ياسين، يحب اللعب والركض، لكنه لم يكن يعرف الكثير عن المهن التي يعمل بها الكبار. كان يعتقد أن العمل مجرد تعب، ولا فائدة منه سوى المال. لكن هذا التفكير تغيّر في يوم واحد فقط، عندما تعرّف على مهنة النجار.


في نهاية الشارع، كانت توجد ورشة نجارة صغيرة، يخرج منها صوت نشر الخشب ورائحة جميلة تشبه رائحة الغابة. كان صاحب الورشة نجارًا هادئًا يُدعى الحاج محمود. في كل صباح، كان يفتح ورشته مبكرًا ويبدأ عمله بابتسامة.


في أحد الأيام، انكسرت طاولة المذاكرة الخاصة بياسين. حزن كثيرًا، لأنه لم يعد يستطيع الرسم أو حل واجباته بسهولة. أخذه والده إلى ورشة الحاج محمود لإصلاحها. جلس ياسين يراقب النجار وهو يعمل، فلاحظ أن كل حركة كانت محسوبة، وكل قطعة خشب لها مكانها.


سأل ياسين بدهشة:

"عمو، لماذا تتعامل مع الخشب كأنه شيء حي؟"


ابتسم الحاج محمود وقال:

"لأن النجار الجيد يحترم الخشب، فالخشب كان شجرة تعطي الظل والهواء، ونحن نعيد استخدامه لنصنع شيئًا نافعًا."


أعجب ياسين بالكلام، وطلب أن يساعده. أعطاه النجار قطعة خشب صغيرة وقال له أن يصنع منها شيئًا بسيطًا. حاول ياسين كثيرًا، وفشل مرات عديدة، لكن الحاج محمود لم يغضب، بل قال له:

"في مهنة النجار، الخطأ هو أفضل معلّم."


استمر ياسين في المحاولة حتى صنع لوحًا خشبيًا صغيرًا مستقيمًا. شعر بسعادة كبيرة، كأنه أنجز شيئًا عظيمًا. في تلك اللحظة، فهم أن العمل يحتاج إلى صبر وتركيز، وليس قوة فقط.


بعد أيام، عاد ياسين إلى الورشة حاملاً فكرة. قال للحاج محمود إنه يريد أن يصنع طاولة صغيرة للأطفال الذين لا يملكون مكانًا للمذاكرة. أعجب النجار بالفكرة ووافق على مساعدته.


عمل الاثنان معًا، وقام ياسين بقياس الخشب، وتنظيفه، وتثبيت القطع بعناية. وعندما انتهت الطاولة، كانت بسيطة لكنها قوية وجميلة.


عندما قُدمت الطاولة لطفل محتاج، شعر ياسين بفخر لم يشعر به من قبل. أدرك أن قصة عن مهنة النجار للأطفال ليست مجرد حكاية، بل درس في العطاء والعمل الشريف.


عاد ياسين إلى منزله وهو يعلم أن كل مهنة لها قيمة، وأن النجار لا يصنع الأثاث فقط، بل يصنع الأمل أيضًا. ومنذ ذلك اليوم، صار يحلم أن يصبح نجارًا ماهرًا، يبني أشياء تنفع الناس وتبقى أثرًا طيبًا في حياتهم.

أقرا: الخشب الذي يتحدث: قصة ملهمة عن مهنة النجار للأطفال


Mohamad
Mohamad
تعليقات